المواطن والقطاع العام

الناظر لحال مؤسسات القطاع العام بمختلف إختصاصاتها يلحظ الحالة المزرية التي تعيشها من أبنية قديمة وجدران مليئة بالكتابات وفرش قديم ومعدم وبلاط مكسر .

هذا الوصف لاينطبق على الأبنية فحسب ولكن حتى في باصات النقل الداخلي والحدائق العامة  نرى عدم المسوؤلية في رمي القمامة في الحدائق وأماكن الترفيه تخريب مقاعد الباصات العام  ناهيك عن الركوب المجاني في هذه الباصات .

هذه أمور تفسر مدى العلاقة بين المواطن والممتلكات العامة  وماتمثله تلك الممتلكات من سلطة قامت بإنجاز تلك الممتلكات , فعندما يكون الطريق بين الحاكم والمحكوم غير سالك بسبب تراكم الفاسدين والمرتشين تصبح لغة التعبير هي التخريب .

وعندما تكون حقوق المواطن مهدورة وعمله ليلاً ونهاراً لايكفيه وعائلته الحياة الكريمة تصبح وسيلة التنفيس هي عدم الاكتراث بالمال العام وذلك تحت شعار ( أملاك عامة وأنا من العامة ) .

وعندما يصبح الحصول على وظيفة براتب مقبول بحاجة إلى فيتامين (و) أو الرشوة بمئات الآلاف ,فالمواطن سينفجر إن لم يشكي همه

الدولة مسوؤلة تماماً عن تطوير القطاع العام بمبانيه وفرشه ولكن أين هي مسوؤليتي كمواطن وكموظف في الحفاظ على هذه المنشأت بحيث تبقى أطول وقت ممكن في خدمتي وخدمة غيري .

وماذنب تلك المنشأت إذا كنت مواطن سلبي أجبن عن توصيل صوتي بطريقة حضارية , وهل التخريب سيرجع لي حقي ؟

إن الإهتمام بالمال العام لايعني غرامي بحكومة ولابمسوؤلٍ وتخريبي بهذا المال لن يغير شيء ,فهذه خدمة موجودة لأجلي وينبغي علي المحافظة عليها لأجلي أيضاً .

أخيرا أقول :إلى متى سيبقى المال العام كالمال الداشر يسرق ويحرق ويكسر بدون حسيب أو رقيب  لماذا لاتكون هناك توعية ومحاسبة على التخريب في القطاع العام ؟

لماذا لاتكون هناك حملة توعية إعلامية في الشوارع والتلفزيونات بل وحتى ندوات عن أهمية تعزيز القطاع العام والمحافظة عليه في بلد مازالت تدعي الإشتراكية ؟

لماذا لانرى زيارات للمسوؤلين الى كل الدوائر العامة في البلد والعمل والمتابعة على تطويرها وتجديدها والمحاسبة بعد ذلك على الإهمال ؟

 

Leave a comment