إنفلونزا الخنازير ومشكلتنا الفكرية

بعد جنون البقر والحمى القلاعية وإنفلونزا الطيور يظهر علينا هذه الأيام نوع جديد من الأمراض الوبائية وهو إنفلونزا الخنازير (H1N1 ( الفئة A ، والإنفونزا مرض يصيب الحيوانات والإنسان بشكل طبيعي لكن هذه المرة الفيروس جديد كما يمكن العدوى البشرية عن طريق التنفس وليس عن طريق الأكل لأن الفيروس يموت عند حرارة أقل من درجة الغليان .

المهم في هذا الموضوع بعد إلقاء ضوء على المرض هو النظرة الشرقية وخاصة لبعض المشايخ حيال هذا المرض والذي قدم لنا طبق من ذهب لنبرهن نحن المسلمين على مدى تفوقنا العلمي والتكنولوجي على الغرب .
وجدنا ضآلتنا لنواصل خداع النفس وتفسير كل حركة وسكون في هذا الكون تفسيراً دينيأً بحتأً ونعطل العقل والبحث العلمي كوننا بغير حاجة لذلك فكل حلولنا تأتينا من السماء ولا داعي لنرهق أنفسننا بإبتكارات وإبداعات جديدة .
إن أي معوق سواء كان إقتصادياً أو إجتماعياً أو حتى صحياً يظهر سخافة وتفاهة النظام الفكري لدينا والذي يساهم به وللأسف رجال الدين كونهم الصوت الأعلى و المسموح به سلطوياً بعد كم الأفواه العقلانية أو نفيها أو زجها بالسجون .
ماهذه الأمة التي تبحث وتبحبش في كل كتبها التاريخية لتحاول إظهار تفوقها المزعوم على كل شعوب الأرض ، نحن أمة لديها كل الحلول السياسية والإقتصادية والإجتماعية ونستطيع تقديم أفضل الطرق ليعيش العالم مترفاً منعماً متقدماً ولكننا لم نقدم أي إختراع يذكر لهذا الكوكب ، هذا الكوكب الذي يتحمل وجودنا عليه دون جدوى أو فائدة .
المشكلة ليست فينا ، المشكلة في كل العالم الذي يتأمر علينا حتى يهبط بنا من أعلى سلالم التطور والحضارة إلى الدرك الأسفل من الرجعية والعدمية الفكرية .تباً لهذا العالم الذي يقدم لنا كل إختراعاته على طبق من ذهب قبل أن نفكر بها .
هم يستحقون إنفلونزا الخنازير لإنهم لم يتعلموا منا ولم يكتسبوا من حضارتنا شيء ، فلما لاتقدم لهم حضارتنا الموغلة في التقدم علاجاً سريعا لهذا الوباء حتى تحفظ حياة مئات البشر .أم أنهم لايستحقون علاجنا لإنهم يكرهوننا .
إن الغرب الذي مرت به أزمة مالية رقص العديد من المتخلفين من أمتي فرحاً بها لإنها ستهدم الغرب ( الكافر ) وتأتي بنا الى قيادة العالم وكأن المعادلة الأن هي إما نحن في قيادة العالم أو هم ، هذا الغرب إستطاع الخروج بشكل تدريجي من أزمته المالية ولكننا نحن مازلنا غارقين في أزمتنا الفكرية ، وسيجد هذا الغرب الحلول لإنفلونزا الخنازير وسنبقى نحن نعاني من الإنفلونزا الفكرية .
كل هذه المشكلات والحلول تكسب الغرب مناعة أكبر وتبرهن إستحقاقه للتقدم فهذه الحضارة ليست طارئة هذه حضارة تجارب وإبداعات بشرية ، فالحضارات والمجتمعات المفتوحة لديها الحلول لمشكلاتها المتنوعة ولكن المجتمعات المغلقة التي تقدس إمام المسجد والقائد الرمز للأمة الذي يحكم للأبد حتى يبدله رب العالمين لن تستطيع الإمساك بحبل النجاة .